wasateah
المنتدى العالمي للوسطية
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً
عدد الزوار page counter
إعادة القرآن إلى الحياة

 

إعادة القرآن إلى الحياة                                                                        

الدكتور زيد احمد المحيسن                                                                         

تتجلى أهمية القرآن الكريم في حياتنا اليومية كدليل ومرشد، لكن للأسف، يظل الكثيرون يقرأونه في المناسبات الحزينة، كالأعياد والجنائز، مما يساهم في تكريس صورة من الخوف والقلق من الموت. إن دعواتنا لنعود بالقرآن من القبور والتعازي إلى الحياة ليست مجرد أمنية، بل هي نداء للعيش بروح الإيمان والتفاعل مع المعاني العميقة التي يحملها هذا الكتاب العظيم.

القرآن هو كتاب الحياة، يُعلمنا كيف نواجه التحديات، ويدعونا إلى التفكر في آياته وتطبيق تعاليمه في حياتنا اليومية. فكيف لنا أن نختزله في لحظات الحزن فقط؟ أليس من الأجدر أن نتخذ منه رفيقاً في الأفراح والنجاحات، نقرأه في مجالسنا ومناسباتنا السعيدة؟ لنحيا مع كلماته، نستلهم منها الأمل والقوة، ونغرس في قلوبنا حب الله ومحبته.

إن قراءة القرآن في أوقات السعادة تمنحنا طاقة إيجابية، وتعمق من تجربتنا الروحية. فعندما نقرأه على الأحياء، نبدأ بإعادة تشكيل أفكارنا ومفاهيمنا، وننشر ثقافة السلام والمحبة. نحتاج إلى أن نجعل من القرآن جزءًا من تفاصيل حياتنا اليومية، نردده في الصباح عند بدء يوم جديد، ونتأمل في معانيه في كل مرة نواجه فيها صعوبة أو نحتفل بإنجاز.

دعونا نعيد النظر في علاقتنا بالقرآن، فنعتبره أداةً لبناء حياة مليئة بالأمل والتفاؤل، بدلاً من أن يكون مجرد طقس يُمارس في لحظات العزاء. فلنقرأه على أرواحنا، لنغذي أرواحنا بمعانيه، ولنُعزز من تواصلنا مع الله من خلال فهم أعمق لنصوصه.

في النهاية، إن إعادة القرآن إلى الحياة ليست مجرد دعوة للتغيير، بل هي دعوة للتجديد. فلنجعل من القرآن نبراساً ينير لنا دروب الحياة، ونجعل من كلماته مصدراً للإلهام والأمل.

 

 

أضف تعليقاً

تتم مراجعة كافة التعليقات ، وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ، ويحتفظ موقع المنتدى العالمي للوسطية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ولأي سبب كان ، ولن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة أو خروجاً عن الموضوع المطروح ، وأن يتضمن اسماء أية شخصيات أو يتناول إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية أو العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث أنها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع المنتدى العالمي للوسطية علماً ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط.

Filtered HTML

  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Allowed HTML tags: <a> <em> <strong> <cite> <blockquote> <code> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd>
  • Lines and paragraphs break automatically.

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.