أقام المنتدى العالمي للوسطية صباح هذا اليوم الإثنين الموافق 18/11/2024 ندوة فكرية حول " الأردن في ظل التحديات والتهديدات وسبل مواجهتها".
وفي بداية الندوة رحب المهندس مروان الفاعوري، بالمحاضرين والحضور، وقال إن الخطر لم ينحصر على غزة، بل شمل المنطقة بأسرها وهناك خطر يداهم المنطقة من الشرق، والذي تمثله إيران فالحشد الشعبي الإيراني يشكل خطراً على الأردن وغيره، وهناك خطر سياسي يتعرض له الأردن وفلسطين (الضفة الغربية) والتأثير على العلاقات العربية المشتركة، فالسلام الفاسد لم ينتج واقعاً جيداً للمنطقة.
ثم تحدث الباشا محمد الصمادي حول التهديدات التي من الممكن أن يتعرض لها الأردن، فقال: لا يوجد تهديد للأردن غير التهديد الصهيوني، وهناك مشاريع في المنطقة والإقليم مثل المشروع الإيراني، والمشروع التركي، والمشروع الصهيوني، الذي اصبح قوة غاشمة في المنطقة، وان لم نصحو ستلعننا الاجيال القادمة، خاصة ونحن نعلم بأن اليهود يدرّسون أبناءهم الجنود التعليم التلموديه التي تقر قتل الصغير قبل الكبير، الأمر الذي ينبئ بأن دولة الكيان دولة عنصرية لا يمكن أن يتحقق معها السلام ولا يقام معها فكرة حوار الأديان أو الفكرة الإبراهيمية، فنتنياهو لديه مشروعه الخاص به، انه يريد بناء دولة بشكل قوي في ظل الصمت العربي، وقال إن من المؤسف أن التطبيع العربي صار واسعاً والعلاقات لا تقوم بين الدول على حسن النية، وهنا لابد أن نشير إلى أن الأردن قدم تضحيات جسام، وهناك ما يشكل خطراً على الأمن الوطني الأردني، مثل خطر الإزاحة السكانية، لسكان الضفة الغربية باتجاه الأردن.
إن الاستقرار السياسي للأردن هو مطلب مهم، وهذا يتناقض مع أطماع نتنياهو في ظل يهودية الدولة، إذ تسعى إسرائيل لجعل الأزمة تشمل الأراضي الأردنية، وقال: الاردن لن يكون وطناً بديلاً، وهذه العبارة تحتاج الإجابة عن سؤال دولي، هل نحن مستعدون للحرب؟؟ لأن السلام لا يمكن أن يصنع حياة، لهذا يجب أن يفعل دور التربية والتعليم والإعلام والمساجد والكنائس وغير ذلك، لذا لابد لنا أن نعمل لأن القادم صعب، ولابد من وضع استراتيجيات بديلة، وألا تكون السياسة الأردنية رهينة للغاز أو الماء أو غير ذلك.
أما الأستاذ عريب الرنتاوي فقال: اسمحوا لنا أن نتساءل ونقول: هل إسرائيل تشكل تهديداً استراتيجياً عند الأردن؟ وهل ما تنتهجه من سياسات داخلية وخارجية كفيل بأن يضعنا على سكة الامل والأمان؟ وهل هناك من يعتقد بأن حماس بما تملك تشكل خطراً؟ فهناك من يشكك بمواقف الحكام العرب من الحرب.
وقال ما سأتحدث به هو كما أراه وهناك مهددات للأمن القومي الأردني للأمن الوطني الأردني، فإيران مثلا تشكل تهديداً أمنياً ولا تشكل تهديداً للدولة في عمقها، وايران منذ التاريخ تشكل تهديداً للامة العربية والإسلامية، ومعالجة التهديدات الإيرانية لا تتم بالحروب، فيجب قيام منظومة أمنية مشتركة من الترك والإيرانيين والعرب تكون جميعها في مواجهة المشروع الصهيوني، لذا يجب أن تمتلك ايران أو مصر أو السعودية فرصة السلاح النووي لإيجاد توازن في الردع النووي، وقال إن العرب منذ (50 عاماً) يتوسلون لخلو الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، والاردن يتعرض بشكل صريح للتهديد والخطر الصهيوني، فاسرائيل مكمن التهديد الوجودي للاردن .
وقال إن الانتصار الأردني لغزة في هذه الظروف هو فريضة عين وليس فرض كفاية، وقال أن اسرائيل قد أصبحت بشكل مختلف تماماً عن إسرائيل أيام إسحاق رابين وشمعون بيريس، فاسرائيل اليوم ليست كما كانت عام 1994 فهي الآن تنازع نحو التصهين والتطرف الديني والقومي وهذا يعني أن فلسفة الدولة الصهيونية قد تعثرت بشكل لا يسمح بتقاسم الأرض بين دولتين واقعيتين، فالارض لا تسمح إلا بدولة واحدة فقط هي دولة يهودية ولا وجود لدولة فلسطين.
وقال من يقول أن أمن الأردن مصلحة إسرائيلية، هو مخطئ، لأن اسرائيل أصبحت تمتلك قدرة على إدارة الفوضى على الحدود.
وقال إنني أرجح تهجير سياسي داخل الأراضي الفلسطينية ضمن مناطق تسمى (أ.ب.ج) وإنشاء ما يسمى بروابط المدن الفلسطينية بحيث يتم إبقاء الفلسطينيين بغير انتماء لأي دولة، وهذا ما يؤدي إلى زعزعة الوضع السياسي، أردنياً وفلسطينياً، بحيث تكون الأردن سلة المخرجات السياسية الإسرائيلية، وسيتم تهجير الفلسطينيين للأردن، وعند ذلك سيتم إظهار الفوضى في الأردن ويظهر الخلاف بين جميع الأطراف، وسيظهر الشكل السياسي لدولة جديدة في الاردن تحت مسمى مثلا المملكة العربية المتحدة أو المملكة الفلسطينية الأردنية، وقال وبالإشارة إلى ما قاله السفير الأمريكي في إسرائيل، اذ قال لا يوجد في قاموسه شيء اسمه دولة احتلال ولا يوجد شيء اسمه فلسطين أو فلسطينيون.
وقال نحن والعرب جميعاً شركاء في إطالة أمد الحرب عند سمطنا أمام ما يجري في غزة ولو كان لنا موقف سياسي ما لما استمرت إسرائيل بحربها لأكثر من عام.
وفي نهاية الندوة أجاب المحاضران على أسئلة ومداخلات الحضور التي تناولت مضامينها.
ابحث
أضف تعليقاً