wasateah
المنتدى العالمي للوسطية
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً
عدد الزوار page counter
القدس في المقالات

القدس في المقالات 

    تمثل الكتابة بشكل عام أسلوب للتعبير عن الافكاروالاراء، ومنحى يمكن من خلاله طرح الخطط والبرامج التي يمكن تبنيها من قبل الجهات التنفيذية، وربما لا يحرص الكثير من الناس سواء عند تأليف الكتب والموسوعات أو كتابة المقالات بأنواعها السياسية والاقتصادية والأدبية على الاهتمام بعناصر كتابة المقالة، ولا يهم هنا الحرص على الخصائص الأدبية والفنية فقط، بل الأهم التركيز على ايصال الفكرة وطرح حلول أو تقديم مقترحات على أقل تقدير يمكن الاستفادة منها لاحقاً.

   والقدس هذه المدينة التي اجتمعت فيها الكثير من الخصائص الروحية والتاريخية والأدبية التي جعلت منها مادة وموضوعاً ثرياً لمن يريد الكتابة، خاصة في ظل ما تعانيه اليوم من احتلال واستعمار اسرائيلي مرفوض قانونياً وتاريخياً ودولياً، ليجعل ذلك كله من القدس المحتلة محوراً يدور في فلكه خيرة الكتّاب وأبرزهم عالمياً، ليس فقط من أجل الحديث عنها ومناقشة الجوانب المتعلقة بها بل دراستها كحالة فريدة لمدينة ملهمة للبحث، وهنا من ناحية الادبيات السياسية تمثل القدس ملفاً سياسياً يعنى بها كل من عمّل بالدبلوماسية الدولية وله صلة بملف اكثر قضية دولية تمّ مناقشتها في أروقة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، لذلك ينبغي لمن يتصدر التعامل معها سياسياً أن يتقن أمور مهمة، تبدأ من المعرفة الدقيقة بواقع الحال التاريخي والثقافي والسياسي للمدينة، اضافة الى القدرة على مخاطبة الراي العام الدولي بالمصطلحات الصحيحة والاهم الدقيقة حتى لا يقع مصيدة التضليل الاسرائيلي، الذي يحاول اعلامياً الترويج لروايته واسطورته التلمودية الزائفة، والبناء عليها بوجهة نظر سياسية يحاول أن يكسب التعاطف الدولي والراي العام لصالحها، خدمة لتنفيذ مشروعه الصهيوني الخطير الذي يتجاوز فلسطين التاريخية ليصل حد الهيمنة على الامتين العربية والاسلامية وتهديدها، والسعي لايجاد محل لكيانه الصهيوني في السياسة الدولية.

وبالتالي فان مسألة الكتابة عن مدينة القدس تحتاج الى معرفة علمية والمام بكل ما يتصل في المدينة من معلومات كفيلة بدعم وجهة النظر بل الحق العربي والفلسطيني بها، والقدرة على مخاطبة الراي العام الدولي وجذبه لصالح القضية الفلسطينية بوصفها قضية انسانية عالمية وليست قضية عربية واسلامية وفلسطينية فقط، فعلى العالم ان يدرك أن سياسة الاستعمار الاسرائيلي هي نموذج على الابرتهايد( العنصرية) الجديد الذي يهدد الأمن والثقافة والسياسة العالمية، ويجعل من الموقف الدولي وانسانية الانسان في اختبار حقيقي إما أن يبرهن على دعمه للحق فقط، أو انكساره أمام الجبروت الاسرائيلي الذي يهدف الى خداع العالم، ونقل المنطقة برمتها الى مستوى من الصراع والاقتتال بشكل لا يمكن التنبؤ فيه باي نتيجة، وهنا يجدر الربط بين القضية الفلسطينية المحتلة ومن ضمنها القدس وبين ما يدور في العالم من تساؤلات تتصل بمتى ستكون العدالة، ونصرة الديمقراطية والخلاص من الرجعية الفكرية التي تحاول خلق اكاذيب والانحياز الى جانب الباطل، وهي ظاهرة نجدها لدى كتاب من الغرب ممن يؤمن بالصهيونية ويقع تحت تخديرها.

ان المقال السياسي المعني بمدينة القدس هنا في الاردن يتجسد فيه الكثير من الجدية والتمسك بالدفاع عن الحق العربي، ويتضمن ايضاً الوعي بمخاطر الفكر الصهيوني ومخططاته، ويستند الكتّاب في مقالاتهم الى ثوابت اردنية راسخة تتجسد في ان القضية الفلسطينية لها بعد قومي ووطني اردني، فالقدس تحديداً ومقدساتها الاسلامية والمسيحية تحظى بالرعاية والوصاية الهاشمية التي ما تزال وستبقى البوصلة التي يهتدي بها الاردنيون في دفاعهم عن القدس، باعتبارها عقيدة للجميع.

                                                    الدكتور حسن بلتو الشيشاني

                                                    باحث وكاتب في السياسة والتاريخ

 

 

 

 

 

أضف تعليقاً

تتم مراجعة كافة التعليقات ، وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ، ويحتفظ موقع المنتدى العالمي للوسطية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ولأي سبب كان ، ولن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة أو خروجاً عن الموضوع المطروح ، وأن يتضمن اسماء أية شخصيات أو يتناول إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية أو العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث أنها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع المنتدى العالمي للوسطية علماً ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط.

Filtered HTML

  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Allowed HTML tags: <a> <em> <strong> <cite> <blockquote> <code> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd>
  • Lines and paragraphs break automatically.

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.