wasateah
المنتدى العالمي للوسطية
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً
عدد الزوار page counter
النسيج الوطني ودوره في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية
الأربعاء, April 17, 2024

المنتدى يعقد ندوته الشهرية

النسيج الوطني ودوره في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية

 

عقد منتدى الوسطية للفكر والثقافة ندوته الشهرية اليوم الأربعاء الموافق 17/04/2024م في مقره الدائم تحت عنوان " النسيج الوطني ودوره في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية" شارك فيها كل من الدكتور رأفت المصري والدكتورة ديما طهبوب والأستاذ عدنان الروسان.

وفي بداية الندوة رحب المهندس مروان الفاعوري رئيس المنتدى بالمحاضرين والحضور وقال:

يسرني أن أرحب بكم أجمل ترحيب في هذا اللقاء الشهري الفكري الثقافي المتجدد للمنتدى.

 وأقول: تشكل قوة النسيج الوطني ركيزة أساسية للدولة في مواجهة الأخطار الخارجية والداخلية على حد سواء وينبع هذا التلاحم من ادراك مكونات الحكم في الدولة بحيث تكون أهداف الدولة واضحة لدى الحاكم ولدى المحكوم على حد سواء ، ويضعف هذا النسيج عندما تتباين وتختلف الأجندات بين الشعب والحاكم، وقد فرض عقد هذه الندوة ذاك الهجوم من بعض الإعلاميين والسياسيين على شريحة تشكل غالبية المجتمع رفعت صوتها لدعم المقاومة والوقوف ضد العدوان ورفض كافة أشكال التعاون والتنسيق معه فأصبح هؤلاء يشهرون سيف الأمن الوطني ومصلحة الدولة لإسكات أبناء الأمة والتشكيك بالأغلبية.

  وقد اخترنا لندوة اليوم عنواناً حول "النسيج الوطني ودوره في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية" وذلك لالقاء الضوء على دور الوحدة الوطنية بما تمثله من ركيزة أساسية من ركائز استقرار وتنمية المجتمعات من خلال التلاحم والتضامن بين افراد المجتمع الواحد ومع مؤسساته الوطنية  وقواه ... الحية في وقت الازمات والتحديات الداخلية والخارجية، فاستقرار الأوطان هو ضرورة اساسية ومطلب اقتصادي تنموي لتحقيق النمو والازدهار والتقدم.

ومهمة تحقيق الاستقرار المجتمعي هي في مقدار وعي الافراد والمؤسسات العاملة على تعزيز وتجذير هذه المفاهيم القيمة النبيلة، فالاسرة والمدرسة والمناهج والجامعة والمساجد والاعلام كلها وسائل تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية وتمتين نسيجها الوطني.

ثم تحدث الدكتور رأفت المصري متحدثاً حول مفهوم الأمة ووحدة الرؤية والأهداف.

وقال إن هذه الندوة جاءت مناسبة لتعيد للأذهان مصطلح الوطن العربي والوحدة العربية - التي نال منها العدو عبر اتفاقيات سایکس بیکو، فبکل صراحة نقول إن أبناء الأمة ينتظرون اللحظة التي يجتمعون فيها بدولة واحدة.

فأوروبا مثلاً مع اختلاف لغاتها تسعى للوحدة، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى الأمة أن تستعيد ما يحقق وحدتها بكل المفاهيم.

وقال إن كلمة الأمة ذات تأصيل عربي قرآني وفي الحديث النبوي كذلك، فهي تحمل معان عدة، وكلمة الأمة تجمع الجغرافيا والتاريخ والقيم، وتجمع العرق.

وبالنسبة للوحدة الإسلامية، فهي فرع من الإسلام، والدولة فرع من الأمة، كما شكلها الرسول عليه الصلاة والسلام . واضح أن أساسها هي العقيدة. ولم تستطع أمة من الأمم إذابة الفوارق كما فعلت الأمة الإسلامية. أما الاستخلاف فهو أمر مهم في بناء الأمة. وقال إن اجتماع الأمة ليس اجتماعاً سياسياً فقط بل هو اجتماع عقدي يوثقه حالة من المشاعر العميقة .

وهناك ما يسمى بأمة الدعوة وأمة الاستجابة، فالقائمون على الدعوة هم من قاموا بالدعوة والنهوض بالرسالة ، أما أمة الإستجابة فهي من استجابت للدعوة والأمة الواحدة لا تتجزأ " وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدون"

وهناك الأمة بالمفهوم السياسي ، فهي تشمل غير المسلمين باعتبار الكيان السياسي، وهذا يستند إلى وثيقة الرسول عليه الصلاة والسلام وهي وثيقة (المدينة) التي ترتب العلاقة بين سكان المدينة.

 واختم بقوله تعالى : ( کنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) فقد أسند للأمة فعل الأستاذية ، بين الأمم مثل تأسيس السلام بين الأمم والدول وردع الدول الظالمة وتحقيق العدل بين الشعوب.

وقال إن الدول التي نتجت بعد سايكس بيكو لها أن تقوم بهذا الواجب ضمن مفهوم الأمة. ولذلك لابد من العمل نحو مفهوم الدولة الأمة، والأمر الذي لا يتحقق إلا بهذا الأمر فهو واجب.

أما الدكتورة ديمة طهبوب، فقد أشارت إلى ضرورة التذكير فنحن في زمن نحتاج فيه إلى تأكيد المؤكد، وقد أختار المنتدى هذا المحور فأرحب به، وذلك لأن المرأة أقل فساداً إدارياً وماليا من الرجل، وقالت إن مفهوم الأمة لا يتعارض مع الجغرافيا فالرسول أحب مكة - ثم المدينة المنورة، ثم ذكر الشام واليمن لمناطق إسلامية ذات بركة. وهذا التوسيع الجغرافي المستند للأمة لا يتعارض مع الإسلام.

والأعداء متنوعون بين أعداء الداخل والخارج، وقد فرضت تقسيمات معنية على المجتمع العربي والإسلامي.

 فأشارت إلى بعض المفكرين الغربيين الأعداء الذين أصلوا لفكرة تقسيم أبناء الأمة على أساس فكري وثقافي وسياسي، وقد حاولت القوى تقسيم المنطقة تبعا لذلك، وأقحمت التفصيلات في ذلك التقسيم وتم نزع ما يثبت الهوية العربي. -

وقال: إن ما حصل لمناهجنا يعد أثراً خطيراً ، إذ نزعت بعض المفاهيم منها لصالح أنسنة المناهج بعيداً عن العناصر المميزة للهوية الأردنية والعربية والإسلامية، فنحن نرفض الانبطاح لصالح العدو، فمثلاً هناك بعض العلوم التي تستوجب كل هذه المفاهيم الإيجابية، وقالت، عندما نفقد المعاني المطلقة للاستقلال فهذا يمكن العدو الخارجي للنيل منا.

وقالت إن الفساد موجود بدليل وجود مؤشر الفساد، فالفاسدون من أعداء الداخل. وهناك المديونية، فهي عدو للدولة فهي تحقق التبعية لدولة ما.

 فإذا قرأنا في كتاب اعترافات قاتل اقتصادي نجد أن المديونية هي الطريق لاستعباد تلك الدول، وهذا يؤدي إلى السيطرة السياسية والاقتصادية والعسكرية، لذلك ونحن نتعامل مع هذه القرارات ونحن نناقش سياساتنا نقول إن هذه الطروحات تحتاج لمن يقرأها بعناية .

لذلك فإن البطالة وصلت لأرقام مطلقة تؤدي إلى الفراغ والمفسدة والارهاب والجرائم.

أما العدو الخارجي ، فهو معروف تماماً ، فالشعب الأردني يرفض التطبيع مع العدو الصهيوني بنسبة ٨٤ % ومن إدراك أنفسنا أننا ندرك من هو عدونا.

وقالت : إن الأردن مركزي في تصور اسرائيل الكبرى ، ولذلك لابد من اليقظة التامة أمام هذا الفكر،  وقالت إن حدود تطلعات الشعب اليهودي تصل إلى الاردن.

وهناك تهديدات عديدة تشمل المياه والطاقة والميناء والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى وقالت هناك (٦٦) اختراقاً لمعاهدة السلام ، وهناك فجوة بين ما يحققه العدو، وبين ما نحققه نحن، وقالت : لقد ترك الأردن وحيداً في مواجهة الكيان الصهيوني كما اشارت إلى ضرورة عدم الخلط بين الموالاة والمعارضة على أساس المواقف السياسية.

 وقالت : - إن إيماني بهذا البلد هو إيمان عقدي ثابت .

أما الاستاذ عدنان الروسان، فتحدث حول كيفية تقوية النسيح الوطني والتناغم بين  الشعب والدولة .

وقال إن أصل القضية هو ما قامت به المقاومة، وكان أمراً مفاجئاً، فقد تمكنت المقاومة الاسلامية من الوقوف أمام العدو وصمدت، في الوقت الذي لم تصمد دول وجيوش. وقال: من الطبيعي أن يتحرك الشارع الاردني بحكم المصاهرة والنسيج الاجتماعي الذي يربط الشعبين معاً .

وقال : هناك نوع نسبي في التعاطي مع المظاهرات يحسب للأردن، إذ ان الدولة سمحت للشعب بالتظاهر في حين أن دولاً عربية اخرى لم تسمح لشعوبها بالتظاهر. وقال : إن موقف الحكم والحكومة في الأردن مفيد بظروف معينة، وعلينا الاعتراف بذلك، وقال: على الدولة ان تنظر الى مشاعر الناس فتحترمها وفق سياقها العام، وقال إن موضوع
 فلسطين هو المحدد الذي يدفعنا إلى احترام أصحاب المواقف الثابتة فمن يحترم فلسطين نحترمه، ومن يدعمها نحترمه ومن يعاديها نعاديه، وقال : ختاماً أريد أن أوجه تحية خالصة لرجال المقاومة على ما قاموا به.

وفي نهاية الندوة أجاب المحاضرون على أسئلة الحضور ومداخلاتهم.

أضف تعليقاً

تتم مراجعة كافة التعليقات ، وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ، ويحتفظ موقع المنتدى العالمي للوسطية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ولأي سبب كان ، ولن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة أو خروجاً عن الموضوع المطروح ، وأن يتضمن اسماء أية شخصيات أو يتناول إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية أو العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث أنها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع المنتدى العالمي للوسطية علماً ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط.

Filtered HTML

  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Allowed HTML tags: <a> <em> <strong> <cite> <blockquote> <code> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd>
  • Lines and paragraphs break automatically.

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.