أقامت لجنة المرأة في منتدى الوسطية للفكر والثقافة بالتعاون مع رابطة علماء الأردن صباح اليوم الإثنين 10/6/2024 ندوة حول " طوفان الأجر من خلال العشر"
وفي بداية الندوة رحبت الدكتورة جميلة الرفاعي بالمحاضرين والحضور واستذكرت المعاني النبيلة التي نعيشها في الأيام المباركة من شهر ذي الحجة. مؤكدة وحدة الحال بين جميع أجزاء الأمة العربية والإسلامية
ثم قدمت الدكتورسعيد بواعنة ليتحدث حول فضائل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة.
فقال: إن فضل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة يتلخص في ثلاثة محاور:
أولا: بنائية العشر الأوائل
ثانيا: هدائية العشر الأوائل
ثالثا: وقائية العشر الأوائل
وحقيقة نرى في بنائية العشر الأوائل أنها تبني لدى الفرد صدق التوجه لدى المؤمن، إذ نلحظ أن قدومها يأتي في آخر شهر من شهور السنة الهجرية، وكأنه يأتي لتزكية التوجه خلال عام من بدايته إلى منتهاه.
وتبني الفطرة وترممها - وهي الفطرة التي أشار اليها القرآن الكريم والسنة النبوية.
وقال: إننا نعمل على تجديد الفطرة إذ يأتي متزامنا مع الحج ونجد في بنائية العشر الأوائل أن القلب يبني ذاته بالإيمان وصدق التوجه نحو الله سبحانه وتعالى.
ونجد أيضاً في بنائية العشر الأوائل، بناء العقل والحكمة وذلك من خلال استحضار عظمة الأجر هذه الأيام.
ونجد أيضاً استحضار - عظمة الحديث الذي يشير إلى استثمار تلك الأيام، ونجد أن الأيام تعمل على تزكية النفس والتأطير، فالنفس تحتاج إلى تغذية روحانية، وهذا يحفظ للنفس دقة المشاهدة: ولا شك أن تأطير النفس يحفظ بمزيد من التأمل في
كتاب الكون (القرآن الكريم).
ونجد أيضا في بنائية العشر الأوائل استشعار الشعيرة العظيمة وهي الذبح والفداء.
ونجد كذلك، أنها تبني لدى العبد جسر التواصل بين العباد، وبين الله، ففيها جسر الصلاة والاصلاح والصدقة والسعي على الفقراء وجسر الحج، وما على العبد إلا أن يستثمر تلك الجسور
أما هدائية العشر الأوائل، فذلك مستمد من (القرآن) الكريم، فهدائيتها تأتي من الله سبحانه وتعالى، لقوله تعالى : "والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا".
وكذلك نجد في هدائيتها ، سلامة في التعبير وقوة التأثير : ( وهدوا إلى الطيب من القول)
فالإنسان يحرص على السلامة في أقواله وأفعاله ، وهو يؤكد انه لن يحيد عن الدرب المستقيم. وهناك مواضع كثيرة تذكر العبد بالصلاح والفلاح.
وهذه العشر تعد بيئة مناسبة للهداية وتعمل على زيادة التمكين و القيادة - (وعد الله الذين
آمنوا منكم وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم) ونستذكر فضل العمل في هذه الأيام المباركة.
أما حول وقائية العشر الأوائل، فتقول أنها تقي النفس من الوقوع في الشح " وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" وهي أيضا تعمل على توليد الوقاية من الوقوع في المحرمات للحجاج وغيرهم، فهي تقي النفس من التأثير بموضوع العصية.
ولذلك نجد أن العشر تحفزنا على الإيجابية في القول والعمل والسلوك ولذلك فإننا نجد في هذه العشر بنائية وهدائية ووقائية تحقق في مجموعها الخير للإنسان.
أما الدكتور سليمان الدقور فقال: إن استثمار الأيام العشر الأوائل يأتي من خلال الاحتفاء بهذه الأيام، إذ يجب أن يكون الاستثمار الطيب لهذه الأيام بشكل ملحوظ، لأن الرسول عليه الصلاة السلام أشار إلى فضلها وهو شخصياً عاشها سنوات قليلة جداً، وقد أعطاها الرسول عليه الصلاة والسلام قيمة نبيلة بكلام مختصر مفيد.
وإذا كان القرآن يريد صناعة الإنسان فهي أصعب صناعة. ولذلك لابد أن تكون الصناعة على. منهج الله سبحانه و تعالى.
وقال: إن الحج يذكرنا بوحدة الأمة، من خلال مناسكه وطبيعة لباسه، وغير ذلك من المشاعر، وقال : إن المسلمين يجمعهم المنافسة والمسارعة والمسابقة وما يعيشه الناس جميعاً يمر بهذه الثلاثية التي حددها القرآن الكريم ، وطريقها العمل الصالح وهي التي تنسجم مع الآية الكريمة: " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا" ( سورة الكهف)
وقال إن هذه الأيام تزيدنا أملاً بانبلاج الفجر بعد ليل طويل
وقال إن المطلوب هو الاستكثار والاستثمار. فالاستكثار من الصوم أو جبر الخاطر أو الصدقة أو الصلاة يمكن أن يحقق لنا الأجر الكبير الذي نريد
أما الاستثمار فهو استثمار الأعمال الخيرية لما فيه الخير في هذه الأيام.
أما في محيط الأسرة. فنستثمر الوقت من خلال تقسيمة حسب الأعمال الصالحة. من صلاة وقراءة قرآن وصوم وغير ذلك.
ولا يعني أن يقتصر العمل الصالح على النفس و الأسرة بل يجب أن يمتد إلى الأمة والإنسانية جمعاء، فما يعيشه أهل غزة اليوم يستدعي قيامنا بمساعدتهم وتقديم العون لهم لكي ننصرهم ونشد
من أزرهم، وهذا يحقق ما يسمى بالعبادة الشعورية ، فالشعور مع الأخ المؤمن هي عبادة بشكل أكيد.
وفي نهاية المحاضرة أجاب المحاضرون على أسئلة ومداخلات الأخوة الحضور.
ابحث
أضف تعليقاً