المنتدى العالمي يعقد ندوة فكرية تعالج التحديات القيمية والأخلاقية في الأسرة

عقد المنتدى العالمي للوسطية ندوة فكرية بعنوان" التحديات القيمية والأخلاقية للأسرة في العصر الحديث " وذلك اليوم الاثنين 09/10/2023م في مقر المتندى 

وفي بداية الندوة رحب المهندس مروان الفاعوري الأمين العام للمنتدى بالمحاضرين والحضور وأشار إلى أن المنتدى في حديثه العام لهذه الندوة لا يخرج عن السياق العام للمجتمع المسلم الذي نحرص فيه على تكامل البناء الثقافي والفكري له .

ثم تحدث الدكتور علي الحجاحجة رئيس الجلسة مقدماً الشكر للمنتدى أميناً وموظفين على عقد هذه الندوة - ثم تطرق للمشهد البطولي الذي صنعه رجال المقاومة الفلسطينية، واستطرد بالحديث عن الشهداء طالباً الحضور الوقوف وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.

 وقال إن البناء التراكمي الفكري الذي نؤمن به هو ما يدعو إلى الحديث عن هذا الموضوع في ظل ما تشهده الأمة من انتصارات.

وقال إن الأسرة العربية الاسلامية تتعرض لهجمة شرسة مبيناً أننا کأرباب ربما نكون نحن جزءاً من السبب أو النتيجة..

ثم تحدثت الدكتورة بيان فخري حول الاتفاقيات الدولية وأثرها على الأسرة ، وقالت إن هذا الموضوع يشكل أولوية ملحة - لتنشئة جيل متزن قادر على حمل الأمانة ، فالأسرة اليوم تحتاج إلى جهد كبير بإدارتها - فمع الانفتاح الثقافي والانترنت و المحتوى الثقافي المتعدد يكون الأمر أكثر صعوبة، ففي كل يوم بضاعة ثقافية جديدة، فبات الآباء والأمهات والمربين والمعلمين بحاجة إلى تأهيل من نوع خاص لإستيعاب معطيات العصر والتحديات الجديدة .

وقالت إن محتوى الاتفاقيات المتعلقة بالاسرة هو نفسه المتداول في وسائل التواصل الاجتماعي والذي يدعو إلى التحرر والانفلات الأخلاقي والانحراف، فهذا كله لايوجد له تأصيل في ثقافتنا العربية والاسلامية.

 فالممارسات السلبية هي التي دعت الدول الغربية للتدخل في مجتمعنا.

وقالت إن الاتفاقيات المتعلقة بالأسرة مثل سيداو تفرض عنوة على المجتمعات بشتى الطرق والوسائل وتصرف الأموال من أجل ذلك وبينت الدكتورة إن الأسرة في الادبيات الغربية هي معيقة للحريات، ولذلك أرادوا تقنين وجود الأسرة وتخفيف ضوابطها ، ليكون الجيل أكثر حرية ومرونة.

وقالت إن العالم الغربي قائم على الفرد بينما نحن في المجتمع الإسلامي تقوم البنية الاجتماعية على أساسات الأسرة، وقالت إن الإتفاقيات سهلت عملية اجتزاء الأسرة - فوفرت الحماية للمطلقات مثلما - دعت الاتفاقيات إلى استقلالية الطفل عن أسرته

أما سيداو، وفيما هو متعلق بالمرأة، فقد أقرت المساواة المطلقة بين الجنسين ، وهذا اعتداء صارخ على المجتمع والأسرة والأنثى.

وهذا أدى إلى تفكيك حقيقي للأسرة وقالت إن الاتفاقيات تفترض وجود حالة عداء بین أفراد الأسرة - فهذا الخطاب هو خطاب تحريضي وقالت إن الاتفاقيات الدولية تقوم على فكرة حقوق الانسان ولم تبين تلك الاتفاقيات الحقوق والواجبات الخاصة بالمرأة، وهذا خلق خللاً فى علاقة الأسرة.

وأشارت إلى أن الصحة الانجابية في الاتفاقيات الدولية لم تقدم حلولاً آمنة وأشارت إلى موضوع العنف، الذي يمارس ضد الأبناء - فقالت إن تعريف العنف يشمل كل فعل لا يحقق المساواة - فعدم العدالة عنف ولبس الحجاب عنف، ولذلك أباحت الاتفاقيات الزواج المدني الذي نعرفه ويمثل مشاكل كثيرة ثم أشارت إلى الجندرية، الذي وصل إلى مناهجنا.

ثم تحدث الدكتور محمود السرطاوي - حول الأمن الاسري: ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً. وأشار في بداية حديثه إلى الأسرة في قطاع غزة التي استطاعت ان تحافظ على أبنائها حتى تتحقق لها أهدافها، ولذلك فإن الأمن الأسري هو الذي يبدأ من التربية الأسرية التي تبعث وتحقق الطمأنينة وتنفي الخوف.

وقال إن الأمن الذي نريد هو أمن الأسرة الذي يحقق الأمن العام، وهو مقصد أساسي ورد في آيات كثيرة ، مثل قوله تعالى : فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) 

فنحن نسعى إلى أمن البشرية جمعاء، وقال إن معنى الأسرة من الأسر والشدة والانضباط والحفظ والتوازن بين الجسد والروح والعقل، فالأسرة هي الدرع الحصين الذي يقوم على رباط مقدس يحصن الفرد والمجتمع لإيجاد نسل يبني المجتمع، وعلیه، فإن الأسرة ممتدة، فتشمل الآباء والأجداد والأعمام الذين تتحقق بهم سعادة الأسرة وأمنها، من أجل عبادة الله .

ولأن الأمن من مقاصد الشريعة، فكانت أن شرعت الزواج في المجتمع

وفي نهاية المحاضرة أجاب المحاضرون على أسئلة الحضور ومداخلاتهم التي تناولت محاور الندوة، وما أثير فيها من مسائل فكرية وثقافية، بعد ذلك شكر المهندس مروان الفاعوري رئيس الندوة على حسن إدارته لها، وشكر المحاضرين على ما أبدوه من سعة المعرفة التي أضافت للجميع معرفة جديدة.