
الاردن ودوره في دعم القضية الفلسطينية" ندوة فكرية في المنتدى العالمي للوسطية
عقد المنتدى العالمي للوسطية صباح اليوم الأربعاء، الموافق 29/10/2025 ندوة فكرية بعنوان "الأردن ودوره في دعم القضية الفلسطينية"، تحدث فيها الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة.
في بداية الندوة رحب المهندس مروان الفاعوري، الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية بالمحاضر والحضور، وقال "لقد كان للأردن دور أساسي وهام في احتضان الفلسطينين الذين هجروا إلى الأردن بعد نكبة 1948، كما كان له دور جوهري وصلب في مقاومة ورفض مشاريع التهجير التي كان الكيان الصهيوني يخطط للقيام لها".
وأضاف "وعلى الدوام كان الموقف الأردني الرسمي والشعبي داعما ومساندا للقضية الفلسطينية في كل محطاتها، والأردن إذ يفعل ذلك إنما يدافع عن أمنه في مواجهة الخطر الصهيوني المحدق، الذي شكل سرطانا يهدد العالم العربي بأسره بمشروعه الاستيطاني والاستعماري الذي يستهدف المنطقة بأسرها".
وفي مستهل حديثه استعرض الكاتب والمحلل السياسي، حمادة فراعنة تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحدث عن الدور الأردني الداعم والمساند للقضية الفلسطينية عبر كافة مراحلها التاريخية.
وعدد فراعنة أهم وأبرز المحطات التي أدّى الأردنيون فيها دورهم في أن يكونوا رافعة وغطاء ودعما للحركة الوطنية الفلسطينية، وتمثلث المحطة الكبرى الأولى في عقد المؤتمر التأسيسي الأول للمجلس الوطني الفلسطيني في القدس أواخر أيار 1964 بقرار أردني افتتحه الراحل الملك حسين.
وأضاف "أما المحطة الثانية التي لا تقل أهمية عن محطة عقد المجلس الوطني الفلسطيني فهي معركة الكرامة التي حقق خلالها الجيش العربي الأردني انتصارا ملموسا وهزيمة مرة لجيش العدو الإسرائيلي".
وتابع فراعنه رصد المحطات التي مرت بها القضية الفلسطينية مشيرا إلى أحداث ما بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران 1982، وخروج قوات المقاومة إلى البلدان العربية من اليمن شرقا إلى الجزائر غربا، ما أضعف الدور الفلسطيني الذي اصطدم مع الدولة السورية، والتي عملت على إيجاد البديل الفلسطيني، وكادت تفقد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير نصابها القانوني الشرعي، فوجدت القيادة الفلسطينية في الأردن الحاضنة لعقد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته السابعة عشرة في عمان عام 1984".
واستعرض فراعنة بعض الأحداث والمحطات الهامة في تاريخ القضية الفلسطينية والتي شكلت منعطفات هامة في مساراتها فيما بعد، كمؤتمر مدريد، واتفاقيات أوسلو، وقيام السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وعن واقع القضية الفلسطينية في عهد إدارة ترامب الأولى، وعن القمم التي عقدت في عهده بشأن القضية الفلسطينية، القمة الأمريكية السعودية الثنائية 20 أيار 2017، القمة الأميركية الخليجية (بلدان الخليج الستة) 21 أيار 2017، والقمة الأمريكية الإسلامية (54 دولة إسلامية) 22 أيار 2017، لفت الكاتب والمحلل السياسي فراعنة إلى تراجع ذكر وحضور القضية الفلسطنية في هذه القمم، مشيدا بدور الملك عبد الله الثاني في إبراز القضية الفلسطينية والدفاع عن الحق الفلسطيني.
وقال الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة "في 6/12/2017 أعلن الرئيس ترامب اعترافه بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل فشكل الموقف الدبلوماسي والسياسي الأردني رأس حربة سياسية في رفض القرار الأمريكي".
واستفاض المحاضر فراعنة في الحديث عن المحطة الأخيرة بعد معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر والتي كان فيها الموقف الأردني كعادته داعما ومساندا للقضية الفلسطينية، من خلال خمسة محاور أساسية وهامة وهي كالآتي:
الأولى: عبر الجبهة السياسية والدبلوماسية التي يقودها رأس الدولة الملك عبد الله ويعاونه ويعمل ويتحرك وفق تعليماته وزير الخارجية أيمن الصفدي.
الثانية: عبر الخدمات الطبية الملكية الأردنية التابعة للقوات المسلحة، ومستشفياتها، في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة.
الثالثة: عبر الهيئة الأردنية الهاشمية، وخدماتها الإغائية والعلاجية، المقدمة من تبرعات الأردنيين، أو من البلدان الشقيقة والصديقة التي تثق بالأردن وخدماته.
الرابعة: الخدمات المقدمة للمقدسات الإسلامية والمسيحية، حيث يعمل 972 موظفاً فلسطينياً يتبعون وزارة الأوقاف الأردنية، ويتلقون رواتب توازي أربعة أضعاف الراتب للموظف الأردني المماثل.
خامساً: خدمات الحج والعمرة والمنح الجامعية لفلسطينيي مناطق 48.
سادساً: عبر النقابات الأردنية المماثلة: نقابات الأطباء، المحامين والمهندسين الزراعيين وغيرهم.
وأكدّ فراعنة في نهاية الندوة أن الأردن وهو يقوم بهذا الدور الداعم والمساند للقضية الفلسطينية، إنما يقوم بذلك انطلاقا من واجبه الديني والقومي والوطني، وفي الوقت نفسه المحافظة على أمنه واستقراره، في وجه الهجمة الصهيونية، التي تشكل تهديدا وجوديا للمنطقة بأسرها.
وفي نهاية الندوة أجاب المحاضر على أسئلة الحضور وعقب على مداخلتهم بما أثرى موضوع الندوة بكثير من الأفكار والرؤى المتنوعة.
لمتابعة الندوة
ابحث
أضف تعليقاً