wasateah
المنتدى العالمي للوسطية
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً
عدد الزوار page counter
البيان الختامي للمؤتمر العلمي موقع القيم في التعليم العام
الأحد, November 23, 2025

بسم الله الرحمن الرحيم

البيان الختامي والتوصيات

مؤتمر القيم في التعليم العام: نحو بناء جيل منتمٍ وواعٍ ومسؤول

 

 برعاية كريمة من معالي وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عزمي محافظة، وفي إطار تنظيم مشترك بين وزارة التربية والتعليم والمنتدى العالمي للوسطية والمعهد العالمي للفكر الإسلامي، عُقد مؤتمر " القيم في التعليم العام: نحو بناء جيلٍ منتمٍ وواعٍ ومسؤول". وذلك في التاسع عشر والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2025م، في رحاب المركز الثقافي الملكي في العاصمة عمّان.

وقد أتى هذا المؤتمر أنموذجاً للتعاون والتنسيق بين المؤسسات الإقليمية والحكومية، في خدمة الفكر والمعرفة وتطوير العملية التربوية التعليمية في إطار التعليم العام.

وقد شهد المؤتمر مشاركة متميزة من أكاديميين وخبراء من المؤسسات التربوية والجامعات الأردنية، الذين أغنوا النقاشات بأوراقهم العلمية والتربوية والفكرية المتنوعة التي تناولت موضوعات حيوية متصلة بالواقع القيمي في العملية التربوية .

جاء انعقاد هذا المؤتمر في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى إعادة تقييم القيم في منظومة التعليم العام، في مسعى لتربية أجيال قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة والمستقبلية. وقد تطرق المؤتمر إلى مجموعة من المحاور الأساسية، منها: القيم في المناهج المدرسية، وتعزيز القيم في التعليم العام، وبناء القيم عند الطلبة، والتنشئة القيمية، وتفعيل القيم في عصر الرقمنة.

وأظهرت النقاشات أهمية القيم كعوامل حيوية وأساسية في تشكيل شخصية الطالب والمعلم، ودورها في تعزيز الأخلاق والمواطنة. وتم التأكيد على أن القيم ليست مجرد مفاهيم نظرية، بل ينبغي أن تتجلى في الممارسة والسلوك اليومي داخل القاعة الصفية، من خلال برامج تعليمية ومبادرات تسهم في تعزيز الوعي بالقيم.

بدأت فعاليات المؤتمر بكلمات رسمية لممثّلي الجهات المنظمة؛ وزارة التربية والتعليم، والمنتدى العالمي للوسطية، والمعهد العالي للفكر الإسلامي، وقد اعتمد المؤتمر هذه الكلمات وثائق أصيلة تعكس رؤيته العامة وتوجّهاته الفكرية، لما حملته من تأكيد على أن التربية القيمية ليست خياراً تربوياً فحسب، بل هي ضرورة وطنية وحضارية لبناء إنسان قادر على الوعي والانتماء والمسؤولية.

وانتظمت جلساتُ المؤتمر في خمس جلسات علمية؛ إذ عُقدت في اليوم الأول جلستان، فضلاً عن الجلسة الافتتاحية. وعُقدت في اليوم الثاني ثلاث جلسات، فضلاً عن الجلسة الختامية.

وخلال يومين من العمل العلمي والحوار المعمّق، تناول المؤتمر ثماني عشرة ورقة علمية حلّلت واقع القيم في التعليم العام من جوانب متعددة. فقد استعرض الباحثون حضور القيم في المناهج المدرسية، وكيف تتجسد في بنية المحتوى التعليمي، ولا سيما في النصوص القرائية في اللغة العربية، وما تحمله من مضامين تسهم في بناء الهوية والذوق والسلوك. كما تناولت أوراق أخرى الأساليب العملية لتعزيز القيم في التعليم العام، من خلال طرائق التدريس، والتعلم النشط، واستراتيجيات الربط المتكامل بين القيم والمعرفة والمهارة.

وتناولت جلسات أخرى التحديات المرتبطة ببناء القيم في المحيط المدرسي، وما يواجهه المعلم والطالب والإدارة المدرسية من صعوبات تحتاج إلى برامج داعمة ومقاربات مبتكرة. وامتد النقاش إلى التنشئة القيمية بوصفها مسؤولية مشتركة بين المدرسة والأسرة والمجتمع، يسهم فيها الإرشاد النفسي والأنشطة التربوية والفنون الهادفة في تشكيل شخصية الطالب وبناء منظومة تفاعلية تقوم على الاحترام والمسؤولية.

ولم يغفل المؤتمر التحولات الكبرى التي يشهدها العالم الرقمي، فناقش سبل تفعيل القيم في عصر التحولات الرقمية، وما يفرضه ذلك من وعي رقمي وأخلاقيات استخدام تتطلب إعداداً تربوياً ينسجم مع حاجات الجيل وقدراته.

وأكد المؤتمر في ختام أعماله أن التربية القيمية مشروع وطني متكامل، يتطلب رؤية واضحة وجهوداً متعاونة بين المؤسسات التربوية والأسر والمجتمع، ويحتاج إلى تهيئة بيئة تعليمية تسهم في صناعة الإنسان القادر على ممارسة دوره في بناء وطنه وحماية نسيجه الاجتماعي والثقافي.

وقد عبرّ المشاركون في المؤتمر عن شكرهم وتقديرهم للجهد الكبير الذي أدّاه كلٌّ من وزارة التربية والتعليم والمنتدى العالمي للوسطية والمعهد العالمي للفكر الإسلامي في تنظيم المؤتمر والاهتمام بموضوع القيم في التعليم العام خاصةً. وقدّم المشاركون مجموعة من التوصيات نجملها فيما يأتي:

 

أولاً: الإشادة بالجهود الكبيرة والتعاون المثمر الذي تم بين المؤسسات المنظمة، وحث المؤسسات الحكومية والمجتمعية والإقليمية ومراكز البحث على تعزيز هذا النوع من العمل الجماعي.

ثانياً: تعزيز حضور القيم في السياسات التربوية الوطنية وجعلها موجِّهاً أساسياً لبرامج التطوير التعليمي.

.

ثالثاً: مراجعة المناهج المدرسية لضمان اتساقها مع المنظومة القيمية الوطنية والأخلاقية والإنسانية، وإدماج القيم الإنسانية والأخلاقية في المناهج الدراسية، لتعزيز وعي الطلاب بأهمية هذه القيم في حياتهم التعليمية والتعلمية والاجتماعية.

رابعاً: تطوير كفايات المعلمين في توظيف القيم داخل العملية التعليمية عبر برامج تدريبية متخصصة ومستدامة.

خامساً: تمكين القيادات المدرسية من قيادة المبادرات القيمية وتطوير قدراتهم الإدارية والتربوية بما ينسجم مع متطلبات التربية القيمية.

سادساً: تعزيز البيئة المدرسية الداعمة للسلوك القيمي من خلال الأنشطة التربوية والتجارب العملية التي ترسخ القيم في سلوك الطلبة.

سابعاً: إعداد أدلة تربوية وإرشادية واضحة لطرائق إدماج القيم في المباحث الدراسية كافة.

ثامناً: توظيف نتائج الدراسات التحليلية للنصوص القرائية في تطوير محتوى لغوي يسهم في تعميق الوعي القيمي.

تاسعاً: تفعيل دور الإرشاد النفسي والتربوي في معالجة المعيقات السلوكية وغرس القيم لدى الطلبة.

عاشراً: تعزيز الشراكة بين الأسرة والمدرسة لضمان اتساق الرسائل التربوية وتحقيق تنشئة قيمية مشتركة، وتعزيز الشراكات بين وزارة التربية والتعليم والمؤسسات المجتمعية، من خلال برامج تطوعية ومبادرات اجتماعية تهدف إلى نشر القيم.

حادي عشر: نشر الوعي بالقيم الرقمية وترسيخ الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للتكنولوجيا في البيئة التعليمية.

ثاني عشر: دراسة إقامة دائرة متخصصة لدراسة وتطوير القيم، وتقديم المشورة للمؤسسات التعليمية. ووضع استراتيجيات مبتكرة تعمل على تعزيز القيم. وإنشاء منظومة متابعة وتقييم دورية لقياس أثر البرامج القيمية ودعم البحوث العلمية المتخصصة في التربية القيمية.

ثالث عشر: إنشاء مرصد متخصص في متابعة حضور القيم في المناهج خاصة في البلدان العربية كخطوة أولى، والإفادة من تجارب المجتمعات في إدماج القيم في العملية التعليمية.

 

وفي الختام، يتقدّم المؤتمر بخالص الشكر والتقدير لجميع المشاركين والداعمين، ويؤكد أن بناء جيل واعٍ وقيمي هو غاية وطنية سامية، وأن التعاون بين جميع الشركاء هو السبيل لتحقيقها.

ونسأل الله التوفيق والسداد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أضف تعليقاً

تتم مراجعة كافة التعليقات ، وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ، ويحتفظ موقع المنتدى العالمي للوسطية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ولأي سبب كان ، ولن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة أو خروجاً عن الموضوع المطروح ، وأن يتضمن اسماء أية شخصيات أو يتناول إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية أو العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث أنها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع المنتدى العالمي للوسطية علماً ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط.

Filtered HTML

  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Allowed HTML tags: <a> <em> <strong> <cite> <blockquote> <code> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd>
  • Lines and paragraphs break automatically.

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.