التحولات السياسية في سوريا وأثرها على الأردن
عُقد اليوم الأربعاء في المنتدى العالمي للوسطية ندوة فكرية بعنوان التحولات السياسية في سوريا وأثرها على الأردن، شارك فيها كل من الأستاذ جميل النمري والأستاذ عريب الرنتاوي وأدارها الأستاذ موسى بريزات.
وفي بداية الندوة رحب المهندس مروان الفاعوري الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية بالمحاضرين والحضور كما رحب الأستاذ موسى بريزات بالحضور والمحاضرين
وقال معروف لدى الجميع أن الأوضاع في سوريا تحتاج الى جرأه في الطرح، فسوريا كدولة تشبه الى حد بعيد ما يسمى بالدولة القومية كما هو الحال في المانيا ذات زمان التي تعرضت للتحديات ولم تهزم
وسوريا كانت كذلك إذ تعد جزءاً من الدولة العربية إلا أنها انفصلت وبقي الوضع في سوريا غير مستقر، إذ مر عليها ثورات وانقلابات متعددة ففيها ثنائية خاصة بين النظام والشعب فهذا الأمر يشكل مشكلة الباحث العربي، فالنظام السوري لم يكن يمثل الشعب السوري كما يجب، أما اليوم فقد حصل زلزال سياسي عميق في سوريا تمثل بهوية النظام السياسي الجديد باعتباره نظاماً إسلامياً وهل هذا النظام يشكل تهديدا للجوار، فأقول هذا النظام الإسلامي لا يشكل تهديدا للأردن، وهل هذا النظام له تأثير على الأوضاع في غزه وفلسطين؟ وما دور النظام السياسي في محاربة الإرهاب والمخدرات. وهل الاقتراب من تركيا يشكل مصلحة أردنية.
هذه الأسئلة وغيرها سيجيب عليها المحاضران في هذه الندوة كما أشار الى أن النظام البعثي في سوريا ضم بعض الشرفاء الذين سجنوا وبعضهم وصل الى مستويات متقدمة في الحكم.
وتحدث الأستاذ عريب الرنتاوي حول التغيرات السورية وقال أشكركم جزيلا على الحضور مثلما اشكر المنتدى على عقد هذه الندوة، وقال في الثامن من سبتمبر وقع زلزال سياسي في سوريا وهو غير متوقع إذ يحدث ذلك في غضون أسابيع قليلة وفتحت التغيير في سوريا مشاكل تمثلت بعدم تسليم العناصر السائبة للنظام الامر للنظام الجديد، ولم يستطع النظام السيطرة الاستراتيجية كما يجب، وما حدث في سوريا اخرج سوريا من دائرة المقاومة والممانعة وحصل ما يسمى بانفتاح كل مكونات الشعب والنظام السابق فالدروز والأكراد والعلويون أظهروا رغبتهم بالانفلات والانقسام السياسي والطائفي والعرقي، وهذا له دور في تحديد ماهية سوريا الجديدة باعتبارها في قلب المشرق العربي فهي تحتل مكاناً محورياً وتأثيرها الحاسم ينحسر فقط في دول الجوار وليس في الدول العربية البعيدة، وعلينا أن نعرف ونجيب على السؤال سوريا الى أين؟ فأنا شخصياً لا اعرف أين تتجه سوريا، لكن تستطيع توقع سيناريوهات كثيرة ومنها سيناريو سيء، وهو أن تنزلق سوريا نحو التقسيم وهذا إن حصل سيؤثر سلباً على الجميع وعلى الجوار والمؤثر في ذلك الديموغرافيا فالتأثير بذلك سيكون أفقيا، فمثلا اذا تحول الدروز الى مسألة فهذا سيؤثر على دول الإقليم التي تضم دروزا، والانقسام الذي يحدث في سوريا يمتد الى لبنان.
وكذلك الحال ينطبق أيضا على الشيعة التي شعرت أنها تتعرض الى محاولات القضاء عليها كطائفة، كما تحدث عن تدخلات ايران في المدن الساحلية، والصحوة السنيه في لبنان وكذلك الصحوة السلفية في سوريا، وشعرت أن التيار الإخواني قد انتعش، وهناك مخاوف من يقظة السنة في العراق، والامتداد من الداخل الى الخارج بدأ يظهر في سوريا وهناك تدخل من دول معينة في الموضوع السوري خدمة للفكرة الإبراهيمية التي تحظى بدعم من دول عربية معينة لها أدوار في السودان واليمن وليبيا، والإسلام السياسي في سوريا لا يخلو من تدخل تل أبيب، وقال هناك تدخلات من اجل التقسيم ومحاولات من أجل التقاسم، وقال إن الأخطر أردنيا هو وجود مكان لإسرائيل على حدودنا الشمالية وهذا امر متوقع.
وفي ختام مداخلته قال أين ستكون سوريا من هذا كله؟
أما الأستاذ جميل النمري فقال أنا في موقع الارتباك والحيرة مما يجري في سوريا لأن الأمور ليست واضحة تماما فعدم إشراك القطاعات المختلفة من النسيج الاجتماعي هذا يشكل ضعفا لهذا النظام، وهناك تخوف اردني مما يجري في سوريا في الأردن يريد سوريا موحده معتدلة وتضم جميع مكونات الشعب السوري، فهذا بحد ذاته يشكل مصلحة أردنية، إذ يجب أن يكون لسوريا شعور مقبول يحترم جميع المكونات، وقال اعتقد إن اتجاه التفرد بالسلطة مدعوم من توجه تركي فتركيا ترعى مثل هذا التوجه واستقرار الأردن يكمل في استقرار سوريا ولذلك أدعو الى زياره سوريا من قبل مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والمنتديات والإعلاميين وغير ذلك وانا على امل وتفاؤل بما يجري في سوريا بسبب وجود عناصر عسكرية تمثل مرجعيات فكرية متعددة.
وفي نهاية الندوة اقترح الأستاذ بريزات الخروج بتوصيات تقدمها الندوة للبناء عليها إيجابياً في أمور تهم سوريا أو تهم الأردن، حتى يكون للندوة معناها الحقيقي في تقديم المشورة الطبية.
وفي نهاية الندوة قدمت مداخلات عدة حول موضوع الندوة، وقال المحاضرون الرد على الأسئلة.
ابحث
أضف تعليقاً